الأحد، ٣ مارس ٢٠١٣

الدنيا مش زي ما بتتصور....


الايام تمر علي الانسان يموت في كل انسان ملاين الخلايا و يخرجها الانسان في عملية الاخراج و قد يستغلها الجسم في انتاج شيء اخر يفيد الانسان كل يوم يمر علي الانسان تظهر فيه تجاعيد لايستطيع ان يلاحظها و ان دقق النظر لانها مثل الفرق بين شقه الايمن و شقه الايسر
تمر الايام و يصبح العاجز اعجز و يصبح الطفل شابا و ينام الشاب ليصبح رجلا و في هذه الاثناء يختفي من حولنا عزيز او حبيب غني و فقير لا يصبح هناك فرقا بينهم فكلا منهم الان تحت التراب لا يملك من دنياه شيئا
ربما يمر اليوم علينا نجلس امام التلفاز و الكمبيوتر في حين اخر يخرج و تمطر عليه السماء و هو يقبض بيده علي يد حبيبته يجري ويمرح و اخر تصل درجة الحراره للاربعين و هو يدير سيارته و يفتح التكيف ليخفف عن نفسه حرارة الجو و اخر يبني لنفسه كهفا من الجليد ليختبئ من الحيوانات المتوحشه و يشعل النار ليتدفئ
و اخرين لا ينعمون بكل هذا فهم يباتون بالمستشفى يعاني من مرضه و لا تسمع انينه واخر يبكي لفراق احد اقاربه و اخر يصارع الموت
و هناك من ينتظر ان يموت برصاصه طائشه او صاروخ عن طريق الخطاء
اخر يحتضن و لده و هو يبكي و يصرخ لقد ضاع ولدي لقد فقدت و لدي لقد اخذو ولدي من بين يدي
و في مكان اخر اثنان يشربان الخمر يتسامران و يشعران بالدفئ و هنا شخصا يبكي من الجوع و يشعر بالبرد و يري حوله الموت و لا يستطيع حتي ان يساعد نفسه
هناك من يتحكم في قدر شعوب و هناك من يتحكم في قدر مجموعة من الشباب
هناك من يتعاطى الان المخدرات و يمرح مع الاصدقاء في نفس الوقت الذي يذهب فيه اخر الي منزله بعد ان انتهى من جلسة الاصدقاء و لكن شاءت الاقدر ان يموت الان دون اصدقائه الذي يقلهم و هو الان يخرج في الروح و الاخرين لا يستطيعون الحركه
هنا من يهددني بالسلاح و يرفعه في وجهي و هناك من يوجه الي رائسه مدفعا قد ينسف رائسه في اي وقتا كان
هنا من يجلس بجوارنا و اخواته يعيشون الحرب و يقتلون
هذا في العراق بالموصل في حين اخوه في امريكا بنيو يورك رفع كلا منهم السماعه و قال لوالدته كل عام وانتي بخير امي وضع كلا منهم السماعه و هذا ذاهبا الي عمله و هذا ذاهبا الي ابناه في المدرسه توقف لكلا منهم و يوجه الليهم الرشاشات انت ارهابي
يرد كلا منهم و الله انا بريء
صوت الجنود اصمت
تدمع العينين و اذا بالضربات الوحشيه تنهال عليهما لا يستطيعان الدفاع و لكن لن نصمت كثيرا سندافع عن انفسنا و يقوم كلا منهم من الارض و قد غمرتهم دمائهم و يبدأ كلا منهم الدفاع عن نفسه و لكن كثرة الجنود و قوة الضربات تسقطهم و هم يابون ان يذلوا و يقاوموا الي ان يسقطوا من شدة الالم و قد تهشمت عظامهم احداهما يموت و الاخر يعتقل و يرحل الي سجن جوانتانامو
اخر يعود الي بيته ياكل الطعام يفتح التلفاز يقلب القنوات و ينقل علي قناة اخباريه بعد ان اصابه الملل و في الاخبار يعلن الجيش الامريكي بالعراق عن قتل ارهابي قبل ان يقوم بعمليه تفجيريه في الموصل و تعلن الولايات المتحده انها قامت باعتقال احد افراد القاعده بنيويورك بعد ان قام بالاتصال بالقاعده و تاكدت الولايات المتحده من هويته و هو احد المطلوبين في تنظيم القاعده
يغلق التلفاز و يذهب لينام
اما انا فافكر في الدنيا التي ربما اشعر بعض الاحيان بالخجل لتواجدي بها و احيانا اخرى اشعر بالسعاده لكوني وجدت اشخاصا احبهم بها
و ها انا ابحث و قد ملئتي الهموم و الاحزان و لكن مازال هناك للحب مكان تحفظه لي السعاده في الوجدان
الان هناك من يرقص التانجو و من يتابع رقصة الباليه و من يدندن علي الة العود و من يعزف الة الفلوت و يضرب علي الطبل و من يعيش في حضن امه و من يقبل اول ابن له و من يقبل يد امه و من يشعل شمعه و يتصل بحبيب و من يضحك بصوت مرتفع و من يمسك بيد حبيب و من يبكي بين ذراع صديق و و من يعيش بين الاهل و من يقلب في صور تذكره بالماضي السعيد و من يسحب اللحاف ليودع يوم فات و يستقبل يوما جديدو من يستيقظ و يفتح عينه لاول من من زمنا طويل و من ياتي من بعيد ليلقي بنفسه في اقرب قريب و اعز صديق
و اخر يدندن باعلى صوته اغنية سعادة تنير الطريق