الأربعاء، ٢٠ يونيو ٢٠٠٧

قطة جدي




هي قطه تقتلها الوحده مليئه بالحزن و الاكتئاب _كما تعود ان يعيش الكبيرين اصحاب هذا المنزل وهما جدي و جدتي في وحده وطوال الاسبوع حتي يصبح الخميس و الجمعة_و هكذا تعودت القطة ان تكون مثلهما حتي انها باتت لاتأكل و ها هي و قد تحولت لعظام يغطيها الشعر الابيض الناعم اخذتها في ذلك اليوم الذي جلست فيه معهم و قد اصابني شئ من التوتر جعل النوم يطير من عينيا و فارقني النوم و قد فرغ البيت من الاحياء و لم يبقي فيه غير النيام و انا و قطة جدي فجلست مع القطه اداعبها و تداعبني و هكذا حتي بات اذن الفجر قريب فاخذت اتكلم معها و انا اعرف انها لن ترد فظلت تنظر الي مره في شفقة و مرة في استغراب و مره في انكسار ثم تركتني و قد اصابني ما اصابني من الهم و الغم و الشعور بالوهن و اخذت نظر في اعماق السماء لعلي اجد ما يريحني و يهون علي من كثرة تفكري التي تكاد تقتلني_ فهي تخنقني كل يوم ما ان استيقظت من النوم الي ان انام منذ ان اصبحت ارى الدنيا من منظوري الخاص و ليس من منظور هذا و ذاك_هنا و جد نفسي بين النجوم سابحا في تفكري اذم نفسي علي ما ارتكبت من تقصير و الاطف نفسي بعد ان يصيبني و ابلا من الخوف انا ربي سيحاسبني عليها الي ان نامت القطة علي يدي التي تلعب بشعرها الناعم بعدما وجد نفسي و حيدا لا اجد لنفسي محبوبة ارمي برئسي بين ضلوعها و اشعر بالدفء في احضانها و استلذ بالنظر الي وجهها و اتدبر في جمالها و جمال اخلاقها معي و ودت ان اجد يدها لامسك بها واقبلها للحنان المنبعث منها الذي يبرد ناري و يداوي جراحي و يشفي الامي الان لا اجد شيئا سوى ان اعاتب نفسي علي ضعف قدرتها علي التحدث لمن احب و استغرب من قدرتها علي التحدث مع من لا اطيق وهنا سمعت صوت الاذان فجلست اردد و رائه و انظر الي الطائرة في السماء و انظر الي الاشجار و الانوار عتيقة الشكل التي توجد امام منزل جدي بمصر الجديدة هنا قمت و وضعت للقطة الطعام فلم تاكل حاولت ان اعطيها الطعام الملعقة فاكلت معي ثم ادخلتها الي البلكونه و اغلقته و وضعت جسدي علي الاريكه و هنا رئيت اليوم كله منذ ان قررت الذهاب الي جدتي فوجد نفسي اقف في ميدان الجيزة حتي غابت الشمس عنه فلم اجد مهرب من الوقف لانتظار المكيف سوى ان امشي بقرب صور حديقة الحيوان و النظر الي الاشجار و التفكير في بعض الامور وهكذا اظلمت الدنيا من حولي حتي ان الناس اصبحوا سوادا يمشي دون ملامح حتي جاء المكيف و ركبته اصبح اكثر ظلاما من الخارج الا انه يتجحرك فيتسلل الضوء ليرسم الالوان ثم ليهرب منه هذا المكان الكئيب الذي لا تسمع فيه سوي صوت السيارات المجاورة و همس الناس بالطرق ثم وحدتي و قطة جدي و اصبح الكئبه تسيطر علي الوضع العم فلم اجد شيئا اتشبث به للنجا من بحر الكئبه المظلم سوى اخشاب سفينة نوح و هو ان الجوء الي الله فذهبت وتوضئت و قرأت ما تيسر من ايات القران ثم وضعت راسي جانبا فاجد البيت بدء في الاستيقاظ و هكذا بدأت الحياة تنبض من جديد في منزل جدي الوحيد

هناك ٥ تعليقات:

غير معرف يقول...

ياةةةةةةة اية اللي بيحصل دا اية اللي انا شايفة دهة اية الحلاوة دي ههههههههههه اية ياعم قطة جدك دي ملهاة عندها اكتئاب كدة لية حلو التغير في الوان الكتابة يا مصطفي منها الحزين ومنها الحلو ومنها العتاب يارب تكون فاكرة ومنها الرومانسي عايزة اقراء قصة زي قصص روميو وجيليت ومتزعلش من صراحة القراء وتعتتبرها فضايح بالعكس هما بيحبوك اوي واكبر دليل علي كدة انهم بيقراو المدونة بتاعتك وانا اولهم بهتم بكل جديد فيها وشكرا علي اهتمامك بالتطوير فيها وانت صاحب المدونة بكرة تبقي المدونة بتاعتك من اهم مدونات العالم ويدخلها عدد كبير من القراء وحتقول اني قلت
وابقي سلملي علي جدك وقطتة واوعي تسيب نفسك للوحدة والفراغ خلي ديما قلمك في ايدك يشجعك ويونسك ويخليك في ابهي حالات السعادة وينعكس علي المدونة بتاعتك لجعلها من اروع المدونات في العالم في انتظار الجديد من المدونات والمزيد من القصص
امضاء
صاحبة الوردة الحمراء

غير معرف يقول...

الله يا مصطفى الموضوع جميل اوى
ليه مش بتيجى تحكيى لى فى البيت على المشاعر الحساسه دى
انا تقريبا رحت نفس المشوار اللى انت رحته ده بس محسيتش زيك
خليتنى احس انى معنديش دم خالص
بس على فكره بقى احلى مره لما كنت معايا وقعدنا نغنى فى الشارع واحنا ماشين مع بعض ورجعنا مع بعض:) بعد كده بقى لازم نروح مع بعض
طبعا عارفنى:)

اللهو الخفى يقول...

س ا ر ه عروستي التي تجعل المدونه تشع بريقا لامع دائما شكرا للتعليق اكيد ان شاء الله المره اللي بعد الجيه هبقي اخدك معايا لو كان لينا عمر

غير معرف يقول...

ايه ياعم , فى ايه بس يادرش, عايز أعرف حاجة بس جاوبنى بصدق, انت مكتئب فعلا ولا مجرد كتابة.
بلاش تخلى الحزن يتملك من رؤيتك, و متخليش حاجة فالدنيا دى تعكر صفو حياتك, ممكن تحول الحزن لرومانسية, عالأقل تخفف من حدته و على فكرة, القارئ بيتضايق أوى لما يقرأ الاحساس ده لواحد قريب منه, و بيتسائل يا ترى ليه الاحساس ده متملكك.
خليك زى اللى كان/كانت ماشى معاك فى نفس المكان اللى انت مشيت فيه بس كان سعيد و فرحان و بيغنى كمان.
لو فضلت تزعل و تكتئب على اى موقف يبقى مش هتعرف تعيش, و هى دى الحياة, تقلبات و لازم تبقى صامد فيها و تتمتع بكل لحظة بتعيشها.

كن جميلا....ترى الحياة جميلة.

و عايز المرة الجاية الاقيك كاتب حاجة ليها طابع اخر غير الحزن. فاهمنى ولا لأ.

اللهو الخفى يقول...

انا فعلا كنت مكتئب وكنت بموت من الوحده و الاكتئب وكنت قاعد في البيت التفكير بيحرق لي في دمي لدرجة انو لحد دلوقتي اكلي قليل مبقتش زي الاول
اللي كان بيتمشى معايا هي اختي علشان ما تضيقش
اما الاكتئب ب يزورني كتير لاني ببقي حاسس بالوحدة او الملل بسبب روتينية حياتي او الاتنين معا لو مطلعش سبب تالت (مصيبه يعني)بس
و عايز اقولك ربنا يسمحك علشان اللبن اتحرق وانا بكتب الكومينت ده معناها هغسل اللبنه
:(
من غير ما تطلبي كنت كاتب الصبح ناقص المعلجه و هنزلها علي البلوج وشكرا جدا علي التعليق